العقرب في الثقافة العربية- رمز السم والقوة والخبث
المؤلف: عزيزة المانع08.08.2025

العقرب، تلك الحشرة السامة الخطيرة، تُعرف بلدغتها المباغتة التي قد تكون قاتلة في بعض الحالات. نظراً لأن العرب الأوائل، قبل استقرارهم وحضارتهم، كانوا يسكنون الصحاري المليئة بالعقارب، فقد غزت هذه الحشرة ثقافتهم وأدبهم. لقد ذكروها في أشعارهم وأمثالهم وحكاياتهم الشعبية، وجعلوها رمزاً لقدرة الكائن الضعيف على إلحاق الأذى بالكائن القوي. فالعقرب، على الرغم من صغر حجمها، قادرة على الفتك بالأفعى الضخمة. لذلك يقول المثل: (لا تحتقر كيد الضعيف فربما،، تموت الأفاعي من سموم العقارب). كما وصفوا بها الأشخاص الذين يكرهونهم، قائلين: (مثل العقرب، يضر ولا ينفع) و(أعدى من العقرب). وانتشر بين الناس تشبيه عداوة الأقارب بسم العقارب اللاذع، فاشتهر قولهم: (عداوة الأقارب زي لسع العقارب).
واستعار الناس اسم العقرب ليطلقوه على أحد الأبراج الفلكية، ومنحوا مواليد هذا البرج بعض صفات العقرب، فمولود العقرب يتميز بالدهاء والغموض والخبث الماكر، فهو يؤمن بمقولة مفادها: (ومن لم يكن عقربا يُتقى،، مشت بين أثوابه العقرب).
وكما استعار الناس اسم العقرب لبرج السماء، استعاروه أيضاً ليطلقوه على أذرع الساعة، فسموها (عقارب)، ربما لأن الساعة تحسب دقائق الزمن وثوانيه التي تمر بالناس بسرعة فائقة، فتلسعهم بمرورها الخاطف، وتخطف منهم الشباب والأحلام وأجمل اللحظات، ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع الشيخوخة والضعف وترقب النهاية الباهتة.
ومن أظرف ما ذُكر عن العقرب ما رواه الجاحظ في كتابه "الحيوان" في وصف العقرب، حيث يقول: «نجد العقرب تلدغ إنساناً فيموت، وتلدغ آخر فتموت هي! فدلّ ذلك على أنها كما تعطي تأخذ، وأن للناس سموماً عجيبة». وحسب رواية الجاحظ، فإن العقرب تموت أحياناً بعد أن تلدغ إنساناً، وأن الناس أيضاً يختزنون سماً قاتلاً كسم العقرب!!
لا أعرف مدى صحة ما ذكره الجاحظ عن موت العقرب إثر لدغها بعض الناس، إلا أن ما أعرفه يقيناً، هو أن هناك أناساً إن لم يشبهوا العقرب في خزن السم، فهم يشبهونها في الخصال الدنيئة، فكما أن العقرب تتخفى وتتسلل لتلدغ على غفلة، فإن هناك من البشر من يفعل المثل تماماً، فبعض الناس ينتمون إلى فصيلة العقارب البشرية، يتوارون خلف ستار يخفي حقيقتهم الخبيثة، حتى إذا اطمأنت الضحية لهم فاجأوها بلسعة مسمومة من الوراء.
لكن مع ذلك، وكما يؤكد الطب القديم أن سم لدغة العقرب يمكن أن يعالج بعض الأمراض ويقوي الجسم ويمنحه مناعة، فإن سم لدغة عقارب البشر له المفعول نفسه في كثير من الأحيان، فلا تحزن إذا تعرضت للدغة من أحدهم، فالمثل الشهير يقول: (الضربة التي لا تقتلك، تزيدك قوة).
واستعار الناس اسم العقرب ليطلقوه على أحد الأبراج الفلكية، ومنحوا مواليد هذا البرج بعض صفات العقرب، فمولود العقرب يتميز بالدهاء والغموض والخبث الماكر، فهو يؤمن بمقولة مفادها: (ومن لم يكن عقربا يُتقى،، مشت بين أثوابه العقرب).
وكما استعار الناس اسم العقرب لبرج السماء، استعاروه أيضاً ليطلقوه على أذرع الساعة، فسموها (عقارب)، ربما لأن الساعة تحسب دقائق الزمن وثوانيه التي تمر بالناس بسرعة فائقة، فتلسعهم بمرورها الخاطف، وتخطف منهم الشباب والأحلام وأجمل اللحظات، ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع الشيخوخة والضعف وترقب النهاية الباهتة.
ومن أظرف ما ذُكر عن العقرب ما رواه الجاحظ في كتابه "الحيوان" في وصف العقرب، حيث يقول: «نجد العقرب تلدغ إنساناً فيموت، وتلدغ آخر فتموت هي! فدلّ ذلك على أنها كما تعطي تأخذ، وأن للناس سموماً عجيبة». وحسب رواية الجاحظ، فإن العقرب تموت أحياناً بعد أن تلدغ إنساناً، وأن الناس أيضاً يختزنون سماً قاتلاً كسم العقرب!!
لا أعرف مدى صحة ما ذكره الجاحظ عن موت العقرب إثر لدغها بعض الناس، إلا أن ما أعرفه يقيناً، هو أن هناك أناساً إن لم يشبهوا العقرب في خزن السم، فهم يشبهونها في الخصال الدنيئة، فكما أن العقرب تتخفى وتتسلل لتلدغ على غفلة، فإن هناك من البشر من يفعل المثل تماماً، فبعض الناس ينتمون إلى فصيلة العقارب البشرية، يتوارون خلف ستار يخفي حقيقتهم الخبيثة، حتى إذا اطمأنت الضحية لهم فاجأوها بلسعة مسمومة من الوراء.
لكن مع ذلك، وكما يؤكد الطب القديم أن سم لدغة العقرب يمكن أن يعالج بعض الأمراض ويقوي الجسم ويمنحه مناعة، فإن سم لدغة عقارب البشر له المفعول نفسه في كثير من الأحيان، فلا تحزن إذا تعرضت للدغة من أحدهم، فالمثل الشهير يقول: (الضربة التي لا تقتلك، تزيدك قوة).